فصلٌ من سفر دانيال 3
14: فتَكَلَّمَ نَبوكَدنَصَّرُ وقالَ لَهم: (( أَصَحيحٌ، يا شَدرَكُ وميشَكُ وعَبدَنَجو، أَنَّكم لا تَعبُدونَ آِلهَتي ولا تَسجُدونَ لِتِمْثالِ الذَّهَبِ الَّذي نَصَبتُه؟ 15: فالآن، هل أنتُم مُستَعِدُّونَ، حينَما تَسمَعونَ صوتَ القَرنِ والأُنْبوبِ والقيثارِ والوَنَج والسِّنْطيرِ والمِزْمارِ وسائِرِ أَنواعَ المَعازِف، لِأَن تَسقُطوا ساجِدينَ لِلتِّمْثالِ الَّذي صَنَعتُه؟ فإِن لم تَسجُدوا، تُلقَونَ مِن ساعَتِكم في وَسَطِ أَتُّونِ النَّارِ المُتَّقِدَة، ومَنِ الإِلهُ الَّذي يُنقِذُكم مِن يَدي؟ )). 16: فأَجابَ شَدرَكُ وميشَكُ وعَبدَ نَجو وقالوا لِلمَلِكِ نَبوكَدنَصَّر: (( لا حاجَةَ لَنا أَن نُجيبَكَ عن هذا الأمْر. 17: وإِن كانَ إِلهُنا الَّذي نَعبُدُه قادِراً على إِنقاذِنا، فهُو يُنقِذُنا مِن أَتُّونِ النَّارِ المُتَّقِدَةِ ومن يَدِكَ أَيُّها المَلِك. 18: وإِن لم يُنقِذْنا، فلْيَكُنْ مَعْلوماً لَكَ، أَيُّها المَلِك، أَنَّنا لن نَعبُدَ آِلهَتَكَ ولا نَسجُدَ لِتِمْثالِ الذَّهَبِ الَّذي نَصَبتَه )). 19: حينَئِذٍ امتَلأَ نَبوكَدنَصَّرُ غَضَباً وتَغَيَّرَ مَنظَرُ وَجهِه على شَدرَكَ وميشَكَ وعَبدَ نَجو، فأجابَ وأَمَرَ أَن يُحْمى الأَتُّونُ سَبعَةَ أَضْعاتٍ عَمَّا جَرَتِ العادَةُ بإِحمَائه. 20: وأَمَرَ رِجالاً مُحارِبينَ بَواسِلَ مِن جَيشِه أَن يوثقوا شَدرَكَ وميشَكَ وعَبدَ نَجو، ويُلْقوهم في أَتُّونِ النَّارِ المُتَّقِدَة. 91: حينَئِذٍ دَهِشَ نَبوكَدنَصَّرُ المَلِكُ وقامَ بِسُرعَةٍ وتَكَلَّمَ فقالَ لِعُظمائِه: (( أَلَم نَكُنْ أَلْقَينا ثَلاثَةَ رِجالٍ في وَسَطِ النَّارِ وهم موثَقون؟ )) فأَجابوا وقالوا لِلمَلِك: (( بَلى أَيُّها المَلِك )). 92: فأَجابَ وقال: (( إِنِّي أَرى أَربَعَةَ رِجالٍ مُطْلَقينَ يَتَمَشَّونَ في وَسَطِ النَّار، ولَيسَ بِهم ضَرَر، ومَنظَرُ الرَّابعِ يُشبِهُ آبنَ الآلِهَة. تَتَغَيَّرْ سَراويلاتُهم ولم تَلزَمْهم رائِحَةُ النَّار. 95: فتَكَلَّمَ نَبوكَد نَصَّرُ وقال: (( تَبارَكَ إِلهُ شَدرَكَ وميشَكَ وعَبدَنَجو الَّذي أَرسَلَ مَلاكَه وأَنقَذَ عَبيدَه الَّذينَ تَوَكَّلوا علَيه وخالَفوا أَمرَ المَلِك وبَذَلوا أَجْسامَهم، لِئَلاَّ يَعبُدوا ويَسجُدوا لِإِلهٍ غَيرِ إِلهِهِم.
المزمور : دانيال 3
52: (( مُبارَكٌ أَنتَ أَيُّها الرَّبُّ إِلهُ آبائِنا نَحمَدُكَ ونَرفَعُكَ إِلى الدُّهور ومُبارَكٌ آسِمُ مَجدِكَ القُدُّوس نُسَبِّحُكَ ونرفَعُكَ إِلى الدُّهور.
53: مُبارَكٌ أَنتَ في هَيكَلِ مَجدِكَ القُدُّوس نُسَبِّحُكَ ونَرفَعُكَ إِلى الدُّهور.
54: مُبارَكٌ أَنتَ في عَرشِ مُلكِكَ نُسَبِّحُكَ ونَرفَعُك إِلى الدُّهور.
55: ِمُبارَكٌ أَنتَ السَّابِرَ الأَغْوار الجالِسَ على الكَروبين نُسَبِّحُكَ ونرفَعُكَ إِلى الدُّهور.
56: مُبارَكٌ أَنتَ في جَلَدِ السَّماء نَرفَعُكَ ونُمَجِّدُكَ إِلى الدُّهور.
من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقديس يوحنّا 8
31: فقالَ يسوعُ لِليَهودِ الَّذينَ آمَنوا بِه: (( إِن ثَبتُّم في كلامي كُنتُم تلاميذي حَقاً 32: تَعرِفونَ الحَقّ: والحَقُّ يُحَرِّرُكُم)). 33: أَجابوه: (( نَحنُ نَسْلُ إِبراهيم، لم نكُنْ يَوماً عَبيداً لأَحَد! فكَيفَ تَقولُ: سَتَصيرونَ أَحْراراً؟)) 34: أَجابَهم يسوع: (( الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: (( كُلُّ مَن يَرتَكِبُ الخَطيئَة يَكونُ عَبْداً لِلخَطيئَة. 35: والعَبدُ لا يُقيمُ في البَيتِ دائِماً أَبَداً بلِ الابنُ يُقيمُ فيه لِلأَبَد. 36: فإذا حَرَّرَكُمُ الابنُ كُنتُم أَحراراً حَقّاً.
37: أَنا أَعلَمُ أَنَّكم نَسْلُ إِبراهيم ولكِنَّكُم تُريدونَ قَتْلي لأَنَّ كَلامي لا يَجدُ إِلَيكم سَبيلاً. 38: أَنا أَتَكَلَّمُ بِما رَأَيتُ عِندَ أَبي وأَنتُم تَعمَلونَ بما سَمِعتُم مِن أَبيكم)). 39: أَجابوه: (( إِنَّ أَبانا هو إبراهيم)). فقالَ لَهم يسوع: (( لَو كُنتُم أَبناءَ إِبراهيم،لَعَمِلتُم أَعمالَ إِبراهيم. 40: ولكِنَّكُم تُريدونَ الآنَ قَتْلي، أَنا الَّذي قالَ لكُمُ الحَقَّ الَّذي سَمِعَهُ مِنَ الله، وذلكَ عمَلٌ لم يَعمَلْهُ إِبْراهيم. 41: أَنتُم تَعمَلونَ أَعمالَ أَبيكم)). قالوا له: (( نَحنُ لم نولَدْ لِزِنىً، ولَنا أَبٌ واحِدٌ هوَ الله)). 42: فقالَ لَهم يسوع: (( لَو كانَ اللهُ أَباكم لأَحْبَبتُموني لأَنِّي مِنَ اللهِ خَرجتُ وأَتيت. وما أَتَيتُ مِن نَفْسي بل هوَ الَّذي أَرسَلَني.
إنجيل الحياة للبابا يوحنّا بولس الثاني
64- في غروب الحياة يجدُ الإنسان نفسه في مواجهة سرّ الموت. ولكن بسبب تقدّم الطب وفي محيط ثقافي مغلق غالباً دون الله، تتميّز خبرة الموت، في أيامنا، ببعض الملامح الجديدة. فعندما تُرجَّح نزعة الإنسان إلى الانصراف عن تذّوق الحياة إلاّ بمقدار ما يستلذّ بها ويرغد، يظهر العذاب بمظهر الفشل الذي لا يُطاق، والذي لا بدّ من الانعتاق منه بأي ثمن. فالموت الذي يُعتبر "لُغزاً" منكراً إذا أوقف فجأة مجرى حياة لا تزال مُطِلّةً على مستقبلٍ حافل باختبارات شيّقة، يمسي بالعكس "انعتاقاً يُطالَبُ به عندما يُعتَبر الوجود مجرّداً من كل معنى إذا استُغرق في الألم وحُكِمَ عليه حُكماً مبرماً بعذاباتٍ تزداد كل يوم حدَّة وتبريحاً.ثم إن الإنسان عندما يرفض أو ينسى علاقته الأساسية بالله يتوهّم أنه أصبح هو ذاته معياراً ومقياساً لذاته، ويرى أنه يحقّ له أن يطالِب المجتمع بأن يضمن له الإمكان والوسائل ليقرّر مصير حياته، في ملء الاستقلالية. إنسان البلاد المتطوّرة هو الذي يتميّز بهذا التصرف خصوصاً، وذلك بسبب ما يراه من تقدّم مستمر في مجالات الطب وتقنياته المتطوّرة. فالعلم والممارسة الطبيّة، بما يستخدمانه من أساليب وآلات متطوّرة، قد أصبح بإمكانهما الآن أن يعالجا أمراضاً كانت تعتبر من قبل مستعصية، ويفلحا في تخفيف الألم أو إزالته، وأصبح بإمكانهما أيضاً إبقاء المرضى في قيد الحياة وتطويل أعمارهم حتى في حالات الضعف الشديد، وإحيائهم اصطناعياً بعد أن أصيبت وظائفهم البيولوجية الأساسية بعللٍ فجائية، والعمل على تأهيب أعضاء عليلة لعملية الزرع.في هذا السياق تمسي تجربة القتل الرحيم على مزيد من الإغراء، وهي تجربة التحكّم بالموت وإحداثه قبل الأوان، فيضع الإنسان هكذا، بطريقة وئيدة، حدّاً لحياته أو لحياة الغير. هذا الموقف قد يبدو منطقياً وإنسانياً، ولكنه يتضح، في الحقيقة، لا معقولاً ولا إنسانياً، إذا توغّلنا في تمحيصه. فنحن ههنا بإزاء مظهر من أرهب مظاهر "حضارة الموت" التي تتوغل خصوصاً في المجتمعات المترَفَة المطبوعة بطابع الذهنية المنفعيّة والتي باتت تستثقل وتستفدح زيادة عدد المسنين والمعاقين. هؤلاء يعيشون، في معظم الأحيان، بمعزلٍ عن عِيَلِهم وعن المجتمع الذي بدأ ينتظم بحيث لا يعبأ تقريباً إلاّ يمقاييس الفعالية الإنتاجية، فتمسي الحياة بلا معنى إذا أصابها عجز لا شفاء منه."ماذا ينفع الإنسان، يا إخوتي، أن يدّعي الإيمان بلا أعمال؟" (يع2 / 14): خدمة إنجيل الحياة